أزمة المرشد ..دروس مستفادة

بقلم م/هيثم أبوخليل

كشف الحوار الواضح والصريح للدكتور محمد حبيب النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين لقناة "الجزيرة" وجريدة "الشروق" ليس عن وجود أزمة ومشكلة حقيقية داخل مكتب إرشاد الجماعة وحسب، إنما كشف عن أزمة الشفافية داخل مكتب الإرشاد، وجاء بعده الحوار مع الدكتور سعد الكتاتني في موقع اسلام اون لاين لينفي بعض ما قاله الدكتور حبيب وليؤكد أن هناك اتجاهين متخالفين ..!

بداية ليس من الضروري أن أقسم أنني لست موجه من الأمن أو مغرض أو منفلت اللسان أو أفت في عضد الجماعة ولكني مازلت أعتقد أن جماعة الإخوان هي الفصيل الحي الوحيد في الشارع المصري وأن ما يجري بها يهم كل مصري ... فالجماعة التي ترتضي العمل العام والنزول للشارع وخوض الانتخابات علي مختلف الأصعدة لا يضيرها أن نعلم ونفهم ما يحدث فيها داخل الغرف المغلقة... فمن حق الشعب الذي انحاز للإخوان المسلمين الذين رفعوا شعار "الإسلام هو الحل" أن يفهم ويعلم أن القائمين علي الجماعة يطبقون ما يقولون أم لا.

أزمة شفافية
في كثير من الأحيان تكون مصارحة المريض بمرضه هامة للعلاج وفي الغالب يكون الدواء مراً للغاية.. ولذلك لا أطلق الكلام علي عواهنه وأقول أن هناك أزمة شفافية للأسباب التالية:

(1)النفي الهستيري القاطع لواقعة استقالة المرشد وعدم ذكر حدوث أي مشكلة علي الإطلاق داخل مكتب الإرشاد بل وصل الأمر لتصريحات شخصية في هذا الشأن: (وإن ما تناقلته وسائل الإعلام عن شائعة استقالة فضيلته وخلافه مع أعضاء مكتب إرشاد الجماعة؛ غير صحيح) الدكتور محمود عزت 19/10 موقع "إخوان أون لاين" (خطة لتشويه الجماعة، وتلك الزوبعة لا تثير القيادة، ولا تحمل أي شكل من أشكال القلق على الصفِّ الإخواني، مشددًا على أن مكتب الإرشاد والمرشد العام يد واحدة)، الأستاذ جمعة أمين 19/10 موقع إخوان أون لاين.

(2)وتكتمل المأساة في عدم مصداقية بيان الجماعة في توضيح الموقف وتجد في الفقرة الأولي (يؤكد الإخوان المسلمون أن فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للجماعة لم يقدم استقالته من منصبه كما زعمت بعض وسائل الإعلام، وأنه حاضر بين إخوانه أعضاء مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة، ويمارس عمله بشكل معتاد) !

(3)لم يكتف الموقع الرسمي بالبيان والتصريحات بل تم نشر صور عديدة تحت عنوان (بالصور نرد على شائعة استقالة المرشد العام) وأتعجب للغاية أليس الأفضل بدل التوسع في التضليل وأن (كله تمام علي طريقة الحزب الوطني) لماذا لا يتم توضيح حدوث خلاف حول تصعيد الدكتور العريان وحدوث كذا وكذا ...؟

(4)بالنسبة لموضوع اللائحة التي تمسك بها أعضاء مكتب الإرشاد الأفاضل أتساءل أين اللائحة وأعضاء مكتب الإرشاد الآن عددهم أكثر مما تنص عليه اللائحة ...؟

(5)وأين كانت اللائحة عندما يتم تعين بعض الأفراد النابهين بالأمر المباشر مثلما تم تعيين المهندس خيرت الشاطر عن طريق الأستاذ مصطفي مشهور ...!

لابد من المصارحة لوقف ما يحدث ...

ما يحدث من بعض القيادات بالجماعة لابد له من وقفة تجاه لأنه يسيء لهذا الكيان الضخم وفيه من المخلصين والشرفاء والمتجردين الكثير

الدروس المستفادة من هذه الأزمة:

(1) إعادة النظر في طريقة الانتخاب داخل الجماعة وتطويرها فطريقة الاختيار أصبحت غير مناسبة لجماعة في حجم جماعة الإخوان المسلمين ولابد من تفعيل نظام انتخابي جيد بمرشحين وبرامج ومبادرات بحيث يتم الانتخاب عن طريق الإمكانيات والفكر مع الصفات الأخلاقية وليس عن طريق السماع والتاريخ ...!

(2) إعادة بناء جهاز الجماعة الإعلامي والاستعانة بمجموعة يكون ولاءها للتميز المهني وللفكرة وليس ولاءها لأمر آخر؟

(3) قصر مدة المرشد وعضو مكتب الإرشاد علي فترتين فقط لدفع الحيوية داخل الجماعة ومنع عملية الاستيعاب داخل تكتلات..

(4) توجيه هذا المجهود والإجماع داخل مكتب الإرشاد للانتهاء من برنامج الحزب لأن فرصة 88 عضو في البرلمان لن تتكرر..

(5) تعيين متحدث إعلامي للجماعة لأن تضارب التصريحات وعدم وجود تنسيق إعلامي أساء بصورة بالغة للجماعة

(6) عمل آلية واقعية وحقيقية لتوصيل آراء ومقترحات القاعدة والصف الإخواني لمن يجلسون في قيادة الإخوان الجماعة ...

(7) أعادت هذه الأزمة التأكيد علي ثقل جماعة الإخوان ليس في الشارع المصري وحسب بل وعلي مستوي العالم في الاهتمام الإعلامي الضخم بهذا الحدث مما يعطي مسئولية أكبر للجماعة في أن تكون عند حسن ظن الكثير في فاعليتها وتأثيرها ..

(8) هناك دور إيجابي لابد من الإشادة به علي الرغم من كل الملابسات حول إستبعاد الدكتور العريان من دخول مكتب الإرشاد وهو تغليب المؤسسية داخل الجماعة علي رأي الفرد

(9) حسم موضوع اللائحة وإعادة صياغة البنود التي قد تحتمل أي تأويل والأهم من ذلك نشر هذه اللائحة للرأي العام حتي يكون شاهد علي وضوح وشفافية الإخوان

(10) مازال هناك من يري أن مصلحة التنظيم أهم من مصلحة الجماعة ومصلحة الجماعة أهم من مصلحة الأمة ولم يصل إلي مسمعه حتي الآن كلمات مثل الإنفتاح علي الأخر..بل وإستيعاب من يخالفني في الرأي ...!

تبقي كلمة أخيرة ... سنظل نتكلم عن عن التغيير والإصلاح داخل الإخوان ليس من باب الفت في عضد الإخوان ولكن من أجل: التقدم وفك الجمود …ومن أجل الانفتاح الحقيقي علي الأخر. والخروج من مفهوم التنظيم الضيق إلي رحابة المجتمع بكل أطيافه وأشكاله …والدفع بالشباب وتغيير الدماء .. فلن يحدث التغيير والإصلاح في بلادنا إلا إذا تم التغيير داخل هذا الفصيل الهام والقوي في الشارع المصري … ولن يكون هناك تطوير إلا بإستيعاب كل الأطياف المختلفة لذا يجب أن يكون هناك رأي ورأي أخر .. ومن حق الشعب علي هذه الجماعة أن يري ذلك واقعاً عملياً أمامه .. نعم …

2 التعليقات:

غير معرف يقول...

تحليل جامد جداااا يااحمد والله
الازمة الحقيقة بقي اللي مضيقنى اوى ان شباب الاخوان بيتعاملوا مع الموضوع بماساة كبيرة مش عارفه ليه
متخيلين ان مجرد مناقشة الموضوع طعنه فى الانتماء للجماعه
وبيعملوا حملات للتعريف بجماعه علامة تعجب كبيرة اخر حاجة
تحليل منطقى جدا يدل علي عقل واعى
تسلم ايد البشمهندس هيثم وتسلم ايدك انتك نقلته
وتحية بجد كبيرة لموقف الاستاذ المرشد لانه موقف جدا محترم
شيماء ربيع

غير معرف يقول...

فعلا والله بقت حاجه غريبه جدا ومستفزه من الجماعه

ربنا يهديهم